%D8%AD%D9%88%D9%84%20%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


حول تداعيات زيارة ال"قرا" للجولان
رامي أيوب – 26\03\2009

الشيء المقلق في الزيارة هو كشفها النقاب عن مدى سطحيتنا في تقييم الأمور, ونحن الذين لا نفقه إلا الكلام عن العلم ,الثقافة, التصدر الأكاديمي والتفاخر بوعينا السياسي والاجتماعي . تلك السطحية ظهرت من خلا ل العديد من التعقيبات على الصفحات المحلية والتي غالبيتها خلت من التحليل المنطقي وتحكيم العقل وبدت إما مؤيدة غوغائيه أو مستنكرة بشكل متحجر وتخويني في غالبيته.
لست هنا بصدد مهاجمة أو المرافعة عن أي جهة اجتماعية كانت , إنما لطرح وجهة نظر خاصة, وبعض المسائلات التي ربما تمهد الطريق لحوار أكثر موضوعيه من الذي شهدناه مؤخرا من خلال التعقيبات التي ظهرت على الصفحات المحلية, وربما التوصل لإجابات عن أسئلة عديدة, طرحت حول تداعيات الزيارة والهدف من ورائها , ولإعادة النظر مجددا بما يخص الشأن العام للجولان بطريقة أكثر عقلانية, بعيدة عن العقلية الثورية المندفعة, أو لغة التخوين.
أولا وبالبداية لا بد من التذكير بهشاشة مجتمعنا وضعف صفوفه لأسباب معروفة سلفا ( الانقسامات ,المنافسات السياسية والمصالح الضيقة) , فهذا الوضع مهد الطريق لولادة فئتين آو بالأحرى قطبين متباعدين , الفئة الأولى هم الذين اعتادوا أسلوب الخطابات الرنانة, الوعود, التطبيل والتخوين , والفئة الثانية والتي أتت على غرار الأولى (كمستنكرة لها), وهم "المتنافرين" من الوضع السائد, ومن الكلام الذي اعتدنا سماعه على مدى 40 عاما, وتلك الأخيرة, ترى بأنه على الجولان أن يزدهر, ويتقدم بأي وسيلة كانت في ضل الاحتلال "الطويل الأمد", وهنا وجب التشديد على جملة "أي وسيلة", وبان الوضع الحالي بات مرهقا, متعبا للجيل الجديد وكثرت التحديات بوجه طموحاته, والفضاء ضيقا أمام مصالحنا الاقتصادية عامة والمسالة الزراعية خاصة , ولا شك أن كل منا أتطلع على الآراء المتضاربة حول زيارة ا ل"قرا" إلى الجولان وخاصة عند تحدثه عن الشأن العام للجولان, وهذا التنافر بين الفئتين بدوره يمهد الطريق للدخول والتخلخل في المجتمع ومصالحه.

تساؤلات بخصوص الزيارة:
قد يتفق البعض بشان مسالة الضيافة وثقلها عند أبناء بني معروف, ولكن .... الم يكن بالإمكان إتمام الزيارة كأي زيارة عادية وبلا تلك الدعاية الإعلامية ؟؟؟؟
قبل خروج عضو الكنيست من مكتبه, سبقه الإعلام إلى هنا ...لماذا؟؟ ولماذا تمادت الزيارة عن طابعها الخاص كمباركه "فقط" لتعيين زعيم روحي جديد للمنطقة؟؟؟ وان كان هناك من هدف أخر للزيارة, وهو مطالب خاصة لأهالي الجولان, فلما لم يتم الإعلان عن تلك المطالب والخطوة مسبقا ؟؟؟
الضيف يسعى اليوم لتبوئ مركز هام في الحزب, فهل تبييض الوجه أمام السوريين (تحت حجة مساعدة الجولانيين) ستفتح له الباب مستقبلا ليكون الورقة المفاوضة بين إسرائيل وسوريا؟؟؟ وإن صحت الفرضية, هل هذا يبدأ من هنا, بما معناه هل نحن الطعم السهل أو جسر عبور لوصول البعض لمصالحهم ومراكزهم بعدما فقدوا مصداقيتهم بأماكن أخرى؟؟؟
إن كانت هناك مسائل خفيه ولا ندري بمضامينها حسب ادعاء بعض المعقبين بالمواقع الجولانية والذين على حد قولهم "الزعامة الروحية تعرف مصلحة البلد", فلما لا يتم اطلاع الجولانيين من قبل "الزعامة الروحية في الجولان" على الأمور التي تبت بمصالحهم قبل المباشرة بإطلاقها؟! ولما لم يتم استشارة عدة جهات من القرى الجولانية؟؟؟ أم أن سياسة القطيع تعيد نفسها ومنهجيتها؟؟؟
لقد كان السيد "قرا" عضوا ما يقارب 15 عاما ولم يقدم شيئا يذكر(نسبة للفترة الزمنية) لأبناء الطائفة بالجليل والكرمل وحتى انه لا يحظى بالتقدير والاهتمام من غالبية المواطنين هناك, حتى بين صفوف ذوي الاتجاه اليميني , فلما هذه الفطنة الآن بتقديم المساعدة, وللجولانيين خاصة؟؟؟

هل الزعامة الروحية هي مشاركة بالقرارات الاجتماعية أم منفردة بإصدار تلك القرارات باسم الجولان؟؟؟ وهل يحق لها توكيل من ومتى تشاء نيابة عن 18 ألف مواطن؟؟؟

عادة في مسالة اتخاذ القرارات, يجب صياغة القرار اجتماعيا وداخليا, لان أبناء المنطقة وأصحاب القرار
هم "الادرى" بمصالحهم, والتوصل لخطوات لازمه, بصدد السعي لتحقيق الهدف المراد من وراء أي قرار, ومن ثم تحويل الملف إلى جهة خارجية (متفق عليه مسبقا من قبل غالبية فئات المجتمع) يمكنها دفع الملف إلى الأمام أو تحويله إلى حيز التنفيذ, وليس العكس, أن تأتينا القرارات والاقتراحات من الخارج وبعدها تتم المناوشات هنا.
سياسة "القطيع" في تحديد المصلحة العامة واتخاذ الخطوات اللازمة وخاصة بالأمور"الحساسة", من شانها تصعيد الوضع وزيادة حدة التوتر بين أفراد المجتمع وفئاته المختلفة, ومن ثم الشرذمة والتفرقة في صفوف مجتمعنا أكثر مما هي عليه, وبكلمات أخرى "سكب الزيت على النار", فهل زعامتنا الروحية على علم مسبق أو توقع بسيط لمثل هذه الحالة مستقبلا؟؟!!
اليوم وبناء على ما ذكر أعلاه (الفئتين المتنافرتين) شهدنا حدة في النقاش وكلاما موتورا حول تداعيات الزيارة, حتى إن البعض بدا يتخذ من تلك الضيافة ذريعة لتصرفاته وسلوكه الغير لبق في قولهم "إذا زعامتنا وشيوخنا أرادوا هكذا", فهل الزعامة الروحية ستغدو القدوة الحسنة أم السيئة لأبناء المجتمع؟؟؟؟.
في المجتمعات المتخلفة "نسبيا", دائما هنالك فئة تظن أنها من طينة خاصة, تقوم بإدارة جميع ملفات المنطقة, بلا أي استشارة أو الأخذ بعين الاعتبار لرأي الآخرين من سكان المنطقة, ولكن في المجتمعات المتحضرة والعقلانية, ومن اجل الوصول لرؤية سديدة وقرارات ناجحة تصب في مصلحة المنطقة, لا بد من وضع أي مسالة تتعلق بالشأن العام على طاولة الحوار ليتم البت فيها من قبل عدة جهات, ووجهات نظر مختلفة, بحيث تتيح دراسة أي موضوع من عدة زوايا وبالتالي التوصل لقرارات وحلول ناجحة، وكذلك يزيد من قدرة أبناء المجتمع من الناحية التنظيمية, والحوار بحد ذاته يساهم في توحيد الصفوف بين أبناء المنطقة اجمع.